اكتشف نفسك فى 5 أيام
عند لحظة ما يشعر
الإنسان بأنه انتهى، لاشىء جديد يقدمه، لا حب جديد يعيش من أجله، لا مشاعر
جديدة يضيف بها عمراً من السعادة إلى حياته.
كلنا معرضون لهذا الشعور المفاجئ الذى يأتى دون سابق إنذار.. كأنه مطر صيفى مفاجئ لا مفر من الاختباء منه.
ماذا تفعل?
هل صحيح انك أنتهيت? أم أن الأمر مجرد حادث مؤقت تستطيع التغلب عليه?
من أنت?
هل
توقفت مرة ولو دقيقة لتسأل نفسك هذا السؤال، غالباً أنت سألته للآخرين، مع
أن الأهم أن تسأله لتعرف من تكون ماذا تريد، ماذا تستطيع أن تفعل، متى
يمكن أن تصبح كما يجب وتحب أن تصل إليه?
قد تمضى عمرك كله دون أن تعرف
الإجابة الحقيقية، وبالتالى تعيش تعيساً فى الوقت الذى كان - ومازال -
بإمكانك أن تعيش سعيداً.. بداخلك موهبة خاصة خلقها الله لك وحدك.. مميزات
تبدو مثل بصمة اليد تنفرد بها.. قوة وطاقة لا يملكهما سواك.. ومع ذلك لا
تعرف كل المطلوب أن تعرف.. هل يبدو الأمر صعباً? أبداً.. أبدأ الآن واحصل
على إجازة قصيرة من الحياة.. من كل ما يشغلك.. من كل ما يحيط بك.. إجازة
اكتشاف ذاتك بكل وضوح.. نقاط القوة.. نقاط الضعف، فى اليوم الأول لا
تفكر.. فقط اترك نفسك تنفصل عن العالم وتنسحب منه، ابتعد.. استرخ.. تأمل
الطبيعة بكل رونقها لتستمد منها بساطتها ونقاءها وجمالها وقوتها.
فى
اليوم الثانى: ابدأ فى اكتشاف ملامحك الداخلية ببطء بعقل، بعاطفة، سوف تجد
رؤيتك لنفسك أكثر وضوحاً، سوف تضع يدلك على أهم عشر صفات لامعة داخلك وسوف
تشطب منها فى نهاية اليوم خمس صفات - أو أكثر - لتصل إلى تركيز أكثر ما
يميزك.
فى اليوم الثالث: هذا موعدك مع اصطياد نقاط ضعفك، تلك الصفات
التى تجعلك متأخراً ومتوتراً ومتردداً، مهما كانت نقطة ضعفك.. صارح نفسك
بها ولا تتصالح معها، اطردها للخارج.. اغضب منها.. عنف نفسك عليها، قل إنك
أقوى من الاستمرار بها. لا يوجد انسان بدون نقاط ضعف، لكن الأهم أن تحددها
لتسيطر عليها.. لتختصرها وتختذلها فى أقل مساحة ممكنة من حياتك.
فى
اليوم الرابع: راجع القيود التى لا تجعلك تستمتع بحياتك والتى تجعل أيامك
تتشابه وأفكارك تتشابك، اسأل نفسك لماذا لا استطيع أن أتطور وأسير إلى
الأمام بهذه القيود ومن الذى صنع هذه القيود? هل هو أنت? إذا كان كذلك..
فأنت موجود.. ولا يصح أن تكون أنت السجين والسجان فى نفس الوقت. اكسر
القيود التى وضعتها حول نفسك، ستجد أغلبها تافهاً وبسيطاً وأنك حاصرت بها
حياتك لمجرد الكسل أو العادة أو التراكم. توقف الآن.. وابسط ذراعيك كعصفور
وانفض عنك قيودك.
هل القيود من صنع المجتمع? إذن أنت ذكى بما يكفى
لتصنع خططاً قصيرة وطويلة لتخفيف عبء الآخرين عنك، ادخل فى مفاوضات مع
قيودك لتقضى عليها.. أو اغضب. لأن الحياة حياتك وليس حياة أحد غيرك،
فلماذا تدفع ثمن أخطاء وأعباء الآخرين عليك?
اليوم الخامس: هذا هو يوم التخطيط لمستقبلك، معك نقاط قوتك.. معك نقاط ضعفك.. معك أفكارك وأحلامك وأهدافك.
ماذا تريد أن تكون?
ما
تريده يجب أن يتوافق مع ما تملك، ما سوف تبذل مجهوداً للحصول عليه يجب أن
تتأكد أنك تستطيع الوصول إليه، وإلا فأنت تضيع طاقتك وتبدد وقتك وتسير فى
الاتجاه الخطأ.
لو أن كل انسان سار لما خلق له، لما ضل أحد الطريق?
ولأصبح
لدينا ملايين من قصص النجاح المبهرة على جميع المستويات، لا تبهرك
النهايات الملونة لأصحاب الشهرة مثل المطربين ولاعبى الكرة والممثلين،
اصنع قصتك التى تليق بك، إن كل انسان يستطيع أن يصبح ناجحا فى حياته على
طريقته، المهم أن يعمل ما يحب ويحب ما يعمل، أن يعمل ما يستطيع ويبذل
الجهد المخلص فى هذا العمل، ولا تنس أن لكل شىء ثمناً للحصول فى النهاية
على حياة متوازنة.
لا تنس ان السعادة هى قدرتك على أن تحصل على حياة
خاصة وحياة مهنية مليئة بالانجاز، وألا تفسد احداهما الأخرى مهما كان
الاغراء أو الصعوبات.
خمسة أيام اجازة لتصنع فيها قصتك الخاصة، تأكد انك مصدر القوة الحقيقى لنفسك، وإذا لم تتوقف الآن لتكتشف ذاتك.. فإنك خاسر العمر كله.
لا تفرط فى عمرك، لا تفرط فى حلمك، لا تفرط فى قوتك، لا تفرط فى حبك.
واجه نفسك.. قل لها الحقيقة، ما تستطيع فعله هو أروع ما يمكن أن تغير به حياتك.
الحقيقة.. مهما كان الثمن.