مقال منشور للكاتب الصحفي محمد بركه قلت اجيبه لكم ويارب يعجيكم وتقولوا ايه رايكم في رايه عن الحكومة والزوجات
من بين جميع شعوب أهل الأرض، ينفرد المصريون بأغرب لقب يمكن أن يطلقه زوج على زوجته وهو "الحكومة"، وقد يعتقد البعض أن الأمر مجرد مداعبة ذكورية عابرة يتبادلها الأزواج – همساً – فى الأماكن المحصنة الآمنة أو نكتة بايخة وقديمة، والحقيقة أن هناك أسباباً عميقة تكمن وراء هذا "الانفراد" العالمى.. وشواهد واقعية تؤكد أن التطابق بين "المدام" و"السلطة" حقيقة مصرية لا مفر منها..
1- يحترف الطرفان لغة التشهير والمعايرة.. "الحكومة تعاير الشعب بما أنفقته على البنية التحتية من صرف صحى وطرق وكبارى والزوجة تعاير الزوج بما تشتريه من قمصان نوم ساخنة ولا يُستفاد منها".
2- الطرفان لا يستطيع الزوج تغييرهما مهما تسببا فى كوارث.. "غرق العَّبارات وتصادم القطارات والانهيارات الصخرية فوق رؤوس الفقراء فضلاً عن شياط حلة الرز ونقص الملح فى طبق الشوربة".
3- يبرع الطرفان فى إبراء ذمتهما من أى مسئولية تجاه الأوضاع المتدهورة وينحيان باللائمة على الطرف المغلوب على أمره.. "تقول الحكومة إن الشعب هو المسئول عن الفقر وانهيار الخدمات الأساسية بسبب المعدل العالى للإنجاب وما يترتب عليه من كثافة سكانية تلتهم جهود التنمية وتقول الزوجة إن البيه زوجها لو كان شاطر زى أصحابه وسافر الخليج أو ارتشى مكنتش عملت خدها مداس للى يسوى واللى مايسواش".
4- المعدن الأصيل يظهر وقت الشدة وهذه خصلة يفتقدها الزوج فى الطرفين.. "الحكومة تركت ضحايا الزلازل والسيول بلا مأوى فى الشوارع أما الزوجة فتصرخ فى وجه زوجها – وقد فشل فى أداء واجب الزوجية –: شوف لك حل.. أنا خلاص موش قادرة استحمل العذاب ده.. الموضوع طوَّل وأعصابى تعبت!
5- يبذل الطرفان – الزوجة والحكومة – جهوداً دؤوبة ومثمرة ولا يرتاحا إلا إذا أصبح الزوج على الحديدة ونحن لا نزال فى العشر الأوائل من الشهر.. "الدروس الخصوصية الإضافية فى حالة الطرف الأول والضرائب والرسوم فى حالة الطرف الثانى".
6- لا يتوقع الزوج من الاثنين سوى الأخبار السيئة دوماً.. "ما إن يطالع الجريدة صباحاً أو يعود إلى المنزل فى نهاية اليوم".
7- إذا حدث – وهذا من نوادر الزمان – أن استمع إلى خبر جيد فإنه يتوقع مصيبة وراءه.. "تعلن الحكومة عن زيادة تافهة فى رواتب موظفى الدولة فيكون ذلك تمهيداً لموجة جديدة شرسة من ارتفاع الأسعار، وتستقبل الزوجة زوجها – على غير العادة – بقبلة وأكلة يحبها، فيكون ذلك تمهيداً نفسياً ليتقبل فكرة أن حماته ستطب على البيت فى زيارة بعد ساعة زمن وهتبات الليلة دى عندنا"!
8- يستخدم الطرفان براعتهما فى اللغة للتحايل على الواقع السيئ.. "الحكومة تقول: تحريك الأسعار بدلاً من زيادة الأسعار والزوجة تقول: عملت لك أكلة نواشف عشان نكسر الروتين بدلاً من أن تقول: ملقتش وقت أطبخ".
9- يتلذذ الطرفان بقمع حقوق الإنسان التى نص عليها الإعلان العالمى للأمم المتحدة.. "الحكومة تترك الزوج فريسة سهلة لمساومات أمين شرطة فى إشارة مرور والزوجة تفرض عليه مشاهدة المسلسلات الرومانسية التركية بكل سخفها ومللها".
10- يتحمس الطرفان للإنفاق ببذخ على أشياء لا طائل حقيقى من ورائها.. "مخصصات الموازنة العامة لبناء سجون جديدة، وميزانية المدام لشراء المزيد من المانكير والروج فضلاً عن الانتظام فى الذهاب للكوافير".
11- يحظر الطرفان على الزوج الاتصال بالعالم الخارجى.. "الحكومة تمنعه من تلقى معونات خارجية لجمعيته الأهلية الوليدة، والزوجة لا تستريح لفكرة إنشائه صفحة على الفيس بوك".
12- يكن الطرفان ازدراءً عميقاً واحتقاراً واضحاً لظاهرة إيجابية تؤكد أن المجتمع المصرى لا يزال حياً وهى الوقفات الاحتجاجية السلمية "الحكومة تصف المحتجين بأنهم قلة مندسة تهدف لتكدير السلم العام، والزوجة تقول: قُطعوا وقُطعت سنينهم.. دا إحنا فينا اللى مكفينا".
13- يمارس الطرفان أقصى أنواع الرقابة على الزوج وفق مبررات غامضة.. "الحكومة تتجسس على اتصالاته التليفونية والزوجة تتجسس على لقاءاته بآخر صديق من شلة العزوبية".
14- يرفع الزوج شعار.. "إن كان لك حاجة عند الكلب قول له يا سيد" فى تعامله مع كلا الطرفين.
15- يتلقى الزوج قدراً هائلاً من الذل والإهانة من الطرفين لكنه – فى الحالتين – يتحمل فى صمت حرصاً على أولاده.. "حتى لا ينشأوا لأب مطلق إذا أغضب زوجته، أو يتامى إذا أغضب الحكومة".