بدأ العلماء بالبحث عن وسائل جديدة لتجنب الآثار المدمرة لارتفاع حرارة الأرض، الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري، معتبرين أن ضخامة الظاهرة وعمق تأثيرها يفرضان إيجاد حلول توازيها لناحية قوة التأثير.
وتتراوح حزمة الأفكار المطروحة بين وضع درع فضائي يقي الأرض حرارة الشمس، وبين صنع أشجار اصطناعية عملاقة، أو خلق ظروف مناخية مشابهة لما تحدثه الغيوم البركانية في طبقات الفضاء.
وبرغم الصدمة التي تحدثها تلك الأفكار للوهلة الأولى، فإن عدداً كبيراً من العلماء بات يرى أن لا بديل عنها لوقف التدهور الحاصل في الظروف المناخية المخيمة على كوكب الأرض، والتي باتت تهدد استمرار الحياة نفسها.
وفي هذا السياق، قال توم وايلي، وهو أحد علماء المعهد الوطني للمناخ في الولايات المتحدة وصاحب نظرية "تأثيرات الغيوم البركانية" هناك "نتائج سلبية لكل شيء لكن علينا أن نوازن بين السلبيات."
وأضاف تأكيداً على صحة نظريته: "من الثابت علمياً أن حرارة كوكب الأرض كانت أبرد قبل 16 عاماً إبّان ثورة بركان الفليبين، وقد أخضعنا هذا الأمر للنقاش العلمي الصيف الماضي مع لوريت بول كروتزن، الحائزة على جائزة نوبل."
بالمقابل حض علماء الهندسة البيئية، وهو فرع من العلوم الطبيعية نشأ عام 1965، على تبني خيارات ثورية من هذا القبيل، معتبرين أن الوقت بدأ يداهم صناع القرار في العالم، وأن الامتناع عن اتخاذ خطوات سريعة لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري قد يدفع باتجاه تلك السيناريوهات.
ولفت الدكتور دايفيد كيث في هذا الإطار، إلى أن مواجهة العالم بهذه الأفكار العلمية قد يشكل دافعاً أكيداً للحض على خفض انبعاث الغازات الضارة وفقاً للأسوشيتد برس.
إلا أن هذه الأفكار والمواقف لم تجد صداها في الإدارة الأمريكية، حيث قلل المستشار العلمي في البيت الأبيض، جاك ماربورغر من أهمية نظريات علوم الهندسة البيئية، مشيراً بالمقابل إلى الجهد الذي تبذله الإدارة في إطار تحسين ظروف الأرض المناخية.
وأكد ماربورغر أن الولايات المتحدة خصصت ملياري دولار هذا العام لجهود البحث العلمي المناخي، سيذهب معظمها لتمويل أبحاث تأمين موارد الطاقة البديلة التي لا تخلّف أي انبعاثات ضارة.
وقد وافق عدد من العلماء على تصريحات ماربورغر، مشيرين إلى المخاطر التي قد تنتج عن أفكار راديكالية، مثل وضع درع يقي الأرض حرارة الشمس، معتبرين أن آثار هذه الخطوة قد تكون مدمّرة على مناطق واسعة من العالم، مثل الشرق الأوسط.